أجمل القصص الواقعية والتراثية

قصة الأميرة ديانا: شغلت العالم في حياتها وبعد وفاتها

لطالما شغلت قصة حياة الأمير الراحلة ديانا أميرة ويلز العالم فهي عاشت الكثير من الأحداث المهمة في  سنوات قليلة. وقد ولدت ديانا عام 1961 في عائلة سبنسر الإنكليزية النبيلة التي تعود لأصول ملكية تلقب بالشرفاء وترعرعت في بارك هاوس بالقرب من مقاطعة ساندرينغهام وتعلمت في إنجلترا و سويسرا، وبعد أن ورث والدها لقب إيرل سبنسر، حصلت ديانا على لقب “الليدي” سنة 1975.

 

لم تكن ديانا تشعر بالسعادة داخل محيط أسرتها النبيلة التي حطمتها الخلافات المستمرة بين والديها حيث انتهت قصتهما بانفصالهما والطلاق في عام 1969. وبحكم علاقتهم التاريخية بالعائلة المالكة البريطانية اعتادت الليدي ديانا على رؤية الملكة وزيارتها بشكل مستمر والمشاركة بحضور الحفلات الملكية ورحلات الصيد برفقة أشقائها.

لم تكمل الراحلة دراستها في المعهد الداخلي في سويسرا وقررت أن تعمل كمعلمة للأطفال في حضانة في وسط لندن حيث كانت تعلم الأطفال الرقص والغناء. وكانت ديانا أكثر المرشحات حظا للزواج من ولي العهد نظراً لكونها فتاة نبيلة لم يسبق لها إقامة أي علاقة مع شاب ما أسوة ببنات جيلها.

أعلنت خطبتة ديانا على الأمير رسمياً في 24 فبراير 1981 بعد أن اختارت ليدي ديانا خاتما يتكون من أربعة عشر الماسة تحيط بياقوتة بيضاوية زرقاء اللون عيار 12 قيراطا مثبتة في خاتم من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطا مشابها لخاتم والدتها. بعد الخطبة تركت الليدي عملها في الحضانة وعاشت في منزل كلارينس، ثم في منزل الملكة الأم لفترة وعاشت ديانا في قصر باكينجهام حتى الزفاف.

 

أصبحت ديانا ذات العشرين عاما أميرة ويلز حين تزوجت أمير ويلز في 29 يوليو 1981 بكتدرائية القديس باول التي كانت أوسع من كنيسة ويستمنستر، واستخدمت عادة في حفلات الزفاف الملكية. كان زفاف خياليا تابعه 750 مليون مشاهد على التلفاز بينما اصطف 600 ألف شخصا في الشوارع لمشاهدة ديانا في طريقها الاحتفال. وكانت أول سيدة إنجليزية تتزوج وريثا للعرش البريطاني منذ 300 عام.

 

ارتدت ديانا ثوب زفاف بقيمة تسعة ألاف يورو طول ذيله 25 قدما أي 7.62 مترا. وعزفت الموسيقى والأغاني خلال الزفاف وقد قضى أمير وأميرة ويلز جزءا من شهر العسل في منزل عائلة ماونت باتن في برود لاندرز في هامبشاير قبل أن يسافرا إلى جبل طارق ليلحقا باليخت الملكي بريطانيا في رحلة بحرية استغرقت اثني عشر يوما في البحر المتوسط حتى مصر.

 

لم يكن زواج ديانا بالأمير تشارلز بالموفق أبدا نظرا لعلاقاته المتعددة خارج نطاق الزوجية مع نساء بريطانيات وأشهرهن على الإطلاق كاميلا باركر باولز والتي كانت حينذاك متزوجة من ضابط جيش في السلاح الملكي البريطاني فسادت المشاكل طوال الوقت بيهما إلى أن انفصلا بعد أن أثمرت علاقتهما الأميران ويليام وهاري.

أخذت علاقة الأميرة بابيها ويليام وهاري طابعاً خاصاً فهي أرادت ان يعيشا حياة شبه طبيعية فأخذتهما مثلا إلى مدينة ملاهي ديزني لاند الشهيرة ومطاعم ماكدونالدز وعيادات الإيدز وملاجئ المشردين. كما اشترت لهما أشياء المراهقين المعتادة مثل ألعاب الفيديو. وحتى أشرس ناقديها اعترفوا أن أميرة ويلز هي أما مخلصة وواسعة الأفق وحنونة. و كانت نادرا ما تعتمد على الأمير أو العائلة الملكية حين يتعلق الأمر بالطفلين، بل كانت عنيدة للغاية. فلقد اسمتهما بنفسها وصرفت المربية الملكية وعينت أخرى من اختيارها. كما اختارت مدارسهما وثيابهما، فكانت تنظم مظهرهما العام وتأخذهما إلى المدرسة بنفسها كلما سمح جدول مواعيدها بذلك. بل حتى كانت ترتب واجباتها العامة حسب جدولهما.

 

قامت الأميرة المحبوبة بالعديد من الأعمال الخيرية خلال حياتها كزيارة المرضى المصابين بأمراض مزمنة حول العالم. و قادت حملات لحماية الحيوانات وللتوعية من مرض الإيدز وأيضا حملات ضد استخدام الأسلحة الوحشية. بالإضافة إلى ذلك كانت ترعى المنظمات والجمعيات التي تساعد المشردين والشباب و المدمنين والعجائز.

 

بعد انفصالها عن زوجها إثر خلافات كثيرة دامت فترات طويلة بينهما ظلت ديانا الراعي لجمعية المشردين سينتر بوينت وفريق الباليه الوطني الإنجليزي ومنظمة مكافحة الجذام والمنظمة الوطنية لمكافحة الإيدز. كما ظلت رئيسة مشفى أرموند ستريت ومشفى مارسدن الملكي المتخصص في علاج السرطان.

 

مشاكل ديانا بعد طلاقها من الأمير تشارلز لم تنته فصوله بعد، فقد نجح الأمير في الحصول على حضانة الولدين، و كان على ديانا ترتيب مواعيد زيارتها للأبناء الذين كانوا يقطنون في قصر الملكة. ليس هذا فحسب، بل حرمت الملكة ديانا من لقبها الملكي و انتزعت عبارة “صاحبة السمو الملكي” و أصبحت ديانا تعرف بأميرة ويلز فقط مما زاد من حجم تعاطف الناس معها.

فـي 30/8/1997 كانت ديانا وصـديقها عماد الفايد قبل ساعات من مقتلها متوجهــون إلى فندق ريتـز الذي يمتلكه لتناول العشاء وكان الصحفيون والمصورون يلاحقهما في المكان مما جعل دودي يرتب مع معاونيه في الفندق لحيلة يخدع بها المصورون لإبعادهم عن ملاحقتهما.

 

لكن في ميدان الكونكورد لاحق المصورون السيارة بأعداد كبيرة لالتقاط الصور، فأنطلق هنري السائق بالسيارة بعيداً عنهم وهو يقود بسرعة عالية وأخذ الطريق السريع الموازي لنهر السينRiver Seine ومنه إلى نفق ألما بسرعة عالية ولم يمضى القليل بعد دخول النفق حتى فقد السيطرة تماماً على السيارة وترنحت منه يميناً ويساراً إلى أن اصطدمت بالعمود الثالث عشر داخل النفق، لتموت الأميرة وصديقها وليثير الحادث المأساوي الكثير من التساؤلات حول مدى أن كان حادثاً طبيعياً أم مدبراً.

وعلى الرغم من أن ديانا في تلك الفترة لم تعد أميرة رسمية أي قانوناً العائلة الملكية غير مسؤولة عن تكاليف جنازتها. إلا أن تشارلز اصر على ان تقام لها جنازة ملكية لكونها زوجته السابقة وام ملك انكلترا المستقبلي. وقد اقيمت لها جنازة ملكية خاصة شارك فيها هو وولديه وشاهدها أكثر من 2 مليار شخص.

 

المصدر / هيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!