قسم الزراعة والحيوان

كيف تقطع الطيور المهاجرة مسافات طويلة دون نوم؟

دائمًا ما تلتقط عدسات الكاميرات أسراب الطيور المهاجرة وهي تتنقل فوق المحيطات بمواسم الهجرة الخاصة بها، والتي عادةً ما تكون مشاهد مُلهمة تَنُم عن إبداع الخالق وتسييره لهذا الكون الفسيح.

بنفس الصدد، تتصاعد في الأذهان أسئلة حول القدرات الحقيقية لهذه الطيور، التي تُمكنها ‑بشكل ما- من توجيه دفتها صوب وجهة محددة، والأهم من ذلك؛ أسئلة حول قدرتها الخارقة على قطع أميال طويلة دون راحة أو توقف.

 

 

كيف تُبحر الطيور المهاجرة؟

كمعلومةٍ مبدئية، يستخدم حوالي 50 نوعًا من الحيوانات، بدءًا من الطيور والثدييات إلى الزواحف والحشرات، المجال المغناطيسي للأرض في الملاحة.

ومع ذلك، فإن المجال المغناطيسي للأرض ضعيف للغاية، يتراوح بين ما يقرب من 30 إلى 60 جزءا من المليون من «تسلا»، وحتى نضع ذلك الرقم في سياق؛ يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي مجالات مغناطيسية تتراوح ما بين 1.5 إلى 3 «تسلا». بالتالي، كان على العلماء البحث عن السر خلف استخدامها للمجال المغناطيسي للأرض أثناء التحليق في السماء.

 

 

نظرية ضعيفة :

بهذا الصدد، أوضحت بعض الأبحاث أنّ البوصلة الكيميائية الضوئية قد تحاكي كيفية استخدام الطيور المهاجرة للحقل المغناطيسي ‑جنبًا إلى جنب مع الضوء- للتنقل.

لذلك تمت صياغة أولى النظريات بشأن «ملاحة الطيور المهاجرة»؛ بافتراض أن المستقبلات الضوئية في شبكية عين الطائر تمتص الضوء، مما يتسبب في تفاعل كيميائي ينتج بدوره أنواعًا كيميائية ضوئية قصيرة العمر حساسة لحجم واتجاه مجال مغناطيسي ضعيف.

 

 

 

متى تنام الطيور المهاجرة؟

 

بعد أن أجبنا على السؤال الخاص بالملاحة، نتطرق إلى السؤال الأهم؛ وهو كيفية قطع الطيور المهاجرة لأميال طويلة دون توقّف.

بشكل عام، تمكن العلماء بوقت سابق من ملاحظة الطيور وهي تنام في منتصف رحلات الهجرة الخاصة بها، ولكن على الرغم من ذلك، أظهرت بعض الأبحاث الحديثة أن الطريقة التي تغفو بها في الهواء هي أغرب بكثير مما كنا نتوقعه في أي وقت مضى.

 

 

كيف تحلق الطيور المهاجرة وهي نائمة؟

 

طور فريق من معهد «ماكس بلانك» لعلم الطيور في ألمانيا جهازًا صغيرًا كان قادرًا على قياس التغيرات الكهربية للدماغ (EEG) في نشاط دماغ الطيور المهاجرة؛ يمكنه تحديد نوبات النوم، سواءً كانت طويلة أو قصيرة، ومن ثم تم ربطه بنحو 15 أنثى بالغة من طائر الفرقاطة.

سجل الفريق نشاط دماغها على مدى 10 أيام، بعد أكثر من 3000 كيلومتر من الطيران، بينما قام جهاز (GPS) بتتبع موقع الطيور وارتفاعها.

كانت النتائج مدهشة، حيث أوضحت النتائج ما كان متوقعًا في البداية وهو إراحة الطيور لنصف أدمغتها لدقائق، وهذا ما أوضحه الباحث «نيلز راتينبورج» حين قال: «ربما تراقب طيور الفرقاطة الطيور الأخرى لمنع الاصطدام مثل البط الذي يراقب الحيوانات المفترسة».

المصدر : قل ودل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!