قسم المتفرقات

نساء تنكرن في زي رجال وحققن المستحيل

واجهت النساء الكثير من القيود الاجتماعية، في مختلف جوانب حياتهن، إذ لم يُسمح لهن بالمشاركة في بعض الألعاب، أو العمل في بعض المجالات، ورغم ذلك فإن عدم المساواة لم تمنع الكثيرات من السعي والمثابرة، حتى وإن اضطرهن الأمر للتنكر، وهنا سنعرض أبرز نساء تنكرن في زي رجال، في سبيل تحقيق أحلامهن.

 

 

أشهر نساء تنكرن في زي رجال :

 

 

ديبورا سامبسون

ولدت المعلمة ديبورا سامبسون في عام 1760، والتي تعد المرأة الوحيدة في التاريخ التي نالت شرف الحصول على معاش عسكري كامل، إثر بطولاتها خلال الحرب الثورية الأمريكية، ولكن السؤال هنا، كيف استطاعت ديبورا أن تقوم بهذه البطولات؟ وهو الأمر المخالف لقوانين البلاد في ذلك الوقت، إذ لم يسمح للسيدات بالانضمام إلى صفوف المحاربين.

 

 

 

دوروثي لورانس

حسنًا، من قال إن الحرب ساحة معركة للرجال فقط! فهناك الكثير من السيدات أيضًا اللاتي كانت لهن أدوار لا تقل أهمية عن الرجال، ومن هذا المنطلق، وإيمانًا بدور النساء الفعّال في المجتمع، قامت السيدة دوروثي لورانس بالإقدام على خطوة جنونية، ليضاف اسمها فيما بعد ضمن قائمة نساء تنكرن في زي رجال، إذ قامت السيدة الإنجليزية لورانس البالغة من العمر 18 عامًا، بالتنكر بزي جندي بريطاني يدعى دينيس سميث، لتحقق طموحها الذي راودها منذ صغرها، وهو أن تصبح مراسلة حربية.

 

 

مراسلة حربية

عانت لورانس من رفض المحررين لرغبتها، كذلك رفضهم لفكرة أن تقوم «امرأة» بدور صحفية استقصائية خلال الحرب العالمية الأولى، مما دفع لورانس لإخفاء هويتها الأنثوية والتنكر بزي رجل، في محاولة لتحقيق طموحها الذي سعت إليه كثيرًا، هكذا قامت بفعل ما بوسعها لإخفاء أية ملامح أنثوية، حيث أقدمت على قص شعرها الطويل، ووضع بعض التركيبات السائلة على جسدها بغرض إخفاء لون بشرتها، بالإضافة إلى قيامها بحمية قاسية للحصول على قوام نحيف وإخفاء وجنتيها البارزتين.

ها قد وطئت قدما لورانس أخيرًا ساحة المعركة، كأحد الجنود البريطانيين، وقامت بالعمل لمدة 10 أيام في الخطوط الأمامية للجبهة الغربية، قامت خلالها بزرع الألغام في الحقل، إلى أن أصابها المرض وأصبحت طريحة الفراش، لتجد نفسها مجبرة على الاعتراف بهويتها الحقيقية للقائد، خشية التعرض للكشف الطبي، هكذا تم إجبار لورانس على التوقيع على بيان تُقسم فيه بأنها لن تذكر تجربتها أبدًا لأي شخص، خشية أن تتبع نساء أخريات طريقها، ويفعلن فعلتها، وبالفعل أبقت لورانس الأمر سرًا حتى توفيت في عام 1964.

 

 

 

دوروثي لوسيل تيبتون

هل لك أن تتخيل صدمتك عندما تكتشف أن مطربك المفضل هويته الأصلية سيدة وليس رجلا؟ هذا ما حدث بالفعل مع محبي فنان الجاز، وأحد أشهر قادة الفرق الموسيقية على الإطلاق، المطرب بيلي تيبتون، والذي تم اكتشاف هويته الأصلية عند وفاته، ليتضح أنها سيدة تدعى دوروثي لوسيل تيبتون.

 

بيلي تيبتون
ولدت دوروثي لوسيل تيبتون في عام 1914، في مدينة كانساس، ولاية ميسوري، كانت تيبتون مغرمة جدًا بالموسيقى في صغرها، حتى تطور الأمر وأصبح حلمًا يراودها كل ليلة، إذ كانت أمنيتها الوحيدة أن تنضم إلى فرقة المدرسة الموسيقية، إلا أن سياسة المدرسة رفضت، حيث لم يكن يسمح للفتيات في ذلك الوقت بالعزف في الفرق الموسيقية المدرسية، هكذا عزمت دوروثي أمرها ولجأت إلى التنكر في زي رجل، لتحقق حلمها الذي لا ينفك عن مراودتها ليلًا ونهارًا.

 

وبحلول عام 1933 بدأت في ارتداء الملابس الرجالية، وانضمت للعمل مع فرق موسيقى الجاز، ثم قامت باختيار اسم بيلي تيبتون في عام 1940، ليصبح لقبها حتى نهاية حياتها، وسرعان ما نالت إعجاب الجميع، واستطاعت أن تحصل على عدد هائل من المعجبين بموهبتها الموسيقية، إذ قامت بالعزف على البيانو والساكسافون بمهارة، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من الأغاني الشهيرة التي برعت في أن يسبقها لقب تيبتون.

 

 

 

كاثرين سويتزر

قامت كاثرين سويتزر بالتنكر في هيئة رجل، بهدف المشاركة في ماراثون بوسطن عام 1967، ولكن بمجرد أن أدرك المنظمون أن هناك سيدة في السباق، قاموا بمواجهتها ولم يسمحوا لها بالمشاركة.

 

 

من أجل الماراثون

بدأت القصة في ستينيات القرن الماضي، إذ لم يكن يسمح للنساء بالاشتراك في سباقات الماراثون أو السباقات التي يزيد طولها على 1500 متر، الأمر الذي أصاب كاثرين بالإحباط، حيث كان طموحها أن تشارك في إحدى السباقات، ورغم ذلك فإنها لم تيأس، ولم تسمح لهذه القواعد أن تقف عائقًا أمام طموحها، وبالفعل أقدمت كاثرين على التنكر بزي رجل لتقدم نفسها للترشح في ماراثون بوسطن، في عام 1967، لتصبح أول امرأة على الإطلاق تشارك في هذا الماراثون، ولكن بمجرد أن أدرك المسؤولون أن امرأة كانت تجري في سباق 42 كم، قاموا بمنعها على الفور من المشاركة، وهو ما اعتبرته كاثرين تصرفًا متعنتًا وغير لائق، لتقوم بمواجهة المسؤول بمنتهى الشجاعة، وبالفعل لم تذهب جهودها عبثًا، حيث تم رفع الحظر المفروض على النساء رسميًا في عام 1972.

 

 

 

 

المصدر : قل ودل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!